إن عظماء التاريخ هم أصحاب الرؤية الشمولية في الحياة, هم الذين تمكنوا من رؤية الأشياء على حقيقتها, فأصحاب هذا الفكر يصيبون في أحكامهم لأنهم ينظرون إلى الأمور من مختلف زواياها.
فعندما نرى أن البذرة السوداء الصغيرة هي شجرة المستقبل العظيمة, وحين نشعر بالمعاني بطريقة مختلفة فندرك أن سنن الكون المرعبة هي ومضة أمل, فيظهر الموت في أعقابه الحياة, والتقهقر يتبعه التقدم والازدهار كما يقول الغزالي رحمه الله.
في كوكب الأرض الأخضر يعيش الإنسان الذي من أجله وبه تدور حركة الحياة, في المصانع والمزارع والمستشفيات والفنادق, إنه في كل مكان, هذا المخلوق الذي يعبر عن مزيج من الضعف والقوة, والحزن والسرور, والصحة والمرض في آن واحد, إنه الخليفة الذي اصطفاه الله ليعمر الأرض, فرفع السموات وبسط الأرض وهيأ كل شيء من أجله, إنه عقل النهضة وأداتها, يرفع الأبراج ويشيد الجسور, ينظم الحسابات وينظف زجاج البنايات, خليط عجيب من العضلات والمشاعر والدموع والعقل.
الحاجات تحرك الدوافع
ولما كان هو روح هذه الأرض عظمت قيمة الاهتمام بسر تكوينه, فقيام الشركات والبيوت والمؤسسات والوزارات والدوائر الحكومية والأسواق التجارية, واستمرار الحياة كلها مرهون بكفاءته وحسن تصرفه, فحري بنا أن نوجه كل طاقاتنا لفهم تركيبته لنحسن توجيه طاقته في الحياة, في وقت تجري فيه كل الأمم بسباق لا يرحم من التقدم في شتى المجالات, هذا السباق يشكل الإنسانُ فيه العدة الأساسية لإحراز التفوق بما لديه من معارف وخبرات.
الرغبة في العمل ثم بذل المجهود لإتمام المهمة, شرطا الاستمرارية في أي عمل, فالسر يكمن أولاً في تحريك هذه الرغبة بإيجاد الدوافع.
يقول علماء النفس إن كل إنسان على وجه هذه الأرض له حاجات أساسية لا يستطيع أن يعيش بدونها, وتحرك الدوافع يأتي استجابة لتلبية الحاجات, فعلى سبيل المثال رتب عالم النفس إبراهام ماسلو هذه الحاجات الأساسية في نظريته (الحاجات الأساسية) على النحو التالي:
الإنسان يسعى في مسيرة حياته ابتداء من مرحلة الطفولة بشكل فطري للحصول على حاجاته, وفي كثير من الأحيان تعمل الظروف المحيطة بالإنسان على حرمانه من تلك الحاجات, كحرمانه من الشعور بالأمان لغياب الأب, أو نقص عاطفة القبول الاجتماعي والحاجة المستمرة للعطف والشفقة بسبب وفاة الأم, كثيرة هي الأسباب التي تؤثر في حياة الإنسان.
إشباع الحاجات النفسية والعاطفية
فمن الطفولة نبدأ في تشكيل مستقبل الشخصية, لذلك يقول التربويون بضرورة التركيز على إشباع الحاجات النفسية والعاطفية في تربية الأبناء, لكن الأمر العجيب هو الحالة التي تصيب الشخصية فيما بعد, فهي تستمر بحمل هذا النقص كمشاعر دفينة في كيان الإنسان, والأعجب أنه حين يكبر ويبدأ في امتلاك الأدوات والتمكن منها, فإننا نقرأ في أفعاله المجردة أو في كلامه أو ردود أفعاله, أنه يسخِّر قدراته لتحقيق تلك الحاجات, كأنها هي المحرك الأساسي لنشاطه, وبهذه الطريقة يختلف بعضنا عن بعض في كل شيء, فتأخذ الكلمات في صدورنا معاني مختلفة.
فكم من موظف يسعى بكل ما أوتي من جهد لتحصيل المديح والثناء والإطراء على شخصيته وعمله, وكم من موظف لم يصمد يوماً في الوظيفة الجديدة, لفرط امتعاضه من بعض الكلمات.
وكم من مدير مؤسسة كان كل ما يفعله هو القيام بالعمل كاملاً وحده دون القدرة على إعطاء الصلاحيات أو توزيع المهام, لأنه يشعر بالدونية أمام الناس, وكم هي المصيبة أن يصبح العطاء نتيجة للإحساس بالدونية.
وقد تكون قسوة الرؤساء على موظفيهم تعبيراً سلبياً عن الحاجة إلى الاحترام, إنها زاوية عجيبة في تحريك الموارد تعمل عليها كبرى الشركات في العالم.
علينا أن نتذكر دائماً أن الإنسان المهزوم من الداخل لا نستطيع أن نتوقع منه الإبداع, وأن الشخصيات اليائسة تستصعب النجاح, والحق كل الحق معنا في أن ننظر بجدية تامة من هذه الزاوية في عصر قد أنهك الإنسان وأتعبته حروبُه وآلامه, ورفعت العولمة سياطها تضرب بقوة نحو مستقبل مجهول, فحريٌّ أن نؤكد حاجتنا في هذا العصر إلى العناية بالإنسان, فكيف يكون ذلك؟
لعلنا نأخذ عبرة من قصة الطالب الياباني تاكيو أوساهيرا الذي أوفدته اليابان في بعثة دراسية إلى ألمانيا ليقوم بدراسة أصول الميكانيكا العلمية, لكنه وجد أن الدراسة وحدها لن تحقق طموحه, وكانت المحركات قد أسرت تفكيره, وأدرك أنه إن استطاع تركيب محرك كتلك المحركات الأوربية, فإنه سينقل اليابان إلى حقبة جديدة من التطور, ولأنه كان مصمّماً على تحقيق مراده, بذل كل ماله وجهده ووقته, في سبيل صناعة ذلك المحرك, حتى أنه عمل في مصانع صهر المعادن كواحد من العمال البسطاء, حتى استطاع أخيراً صناعة محرك ياباني مائة بالمئة, وبذلك حقق لوطنه نصراً صناعياً كبيراً, بات اليوم لا يضاهى..
فعندما نرى أن البذرة السوداء الصغيرة هي شجرة المستقبل العظيمة, وحين نشعر بالمعاني بطريقة مختلفة فندرك أن سنن الكون المرعبة هي ومضة أمل, فيظهر الموت في أعقابه الحياة, والتقهقر يتبعه التقدم والازدهار كما يقول الغزالي رحمه الله.
في كوكب الأرض الأخضر يعيش الإنسان الذي من أجله وبه تدور حركة الحياة, في المصانع والمزارع والمستشفيات والفنادق, إنه في كل مكان, هذا المخلوق الذي يعبر عن مزيج من الضعف والقوة, والحزن والسرور, والصحة والمرض في آن واحد, إنه الخليفة الذي اصطفاه الله ليعمر الأرض, فرفع السموات وبسط الأرض وهيأ كل شيء من أجله, إنه عقل النهضة وأداتها, يرفع الأبراج ويشيد الجسور, ينظم الحسابات وينظف زجاج البنايات, خليط عجيب من العضلات والمشاعر والدموع والعقل.
الحاجات تحرك الدوافع
ولما كان هو روح هذه الأرض عظمت قيمة الاهتمام بسر تكوينه, فقيام الشركات والبيوت والمؤسسات والوزارات والدوائر الحكومية والأسواق التجارية, واستمرار الحياة كلها مرهون بكفاءته وحسن تصرفه, فحري بنا أن نوجه كل طاقاتنا لفهم تركيبته لنحسن توجيه طاقته في الحياة, في وقت تجري فيه كل الأمم بسباق لا يرحم من التقدم في شتى المجالات, هذا السباق يشكل الإنسانُ فيه العدة الأساسية لإحراز التفوق بما لديه من معارف وخبرات.
الرغبة في العمل ثم بذل المجهود لإتمام المهمة, شرطا الاستمرارية في أي عمل, فالسر يكمن أولاً في تحريك هذه الرغبة بإيجاد الدوافع.
يقول علماء النفس إن كل إنسان على وجه هذه الأرض له حاجات أساسية لا يستطيع أن يعيش بدونها, وتحرك الدوافع يأتي استجابة لتلبية الحاجات, فعلى سبيل المثال رتب عالم النفس إبراهام ماسلو هذه الحاجات الأساسية في نظريته (الحاجات الأساسية) على النحو التالي:
الإنسان يسعى في مسيرة حياته ابتداء من مرحلة الطفولة بشكل فطري للحصول على حاجاته, وفي كثير من الأحيان تعمل الظروف المحيطة بالإنسان على حرمانه من تلك الحاجات, كحرمانه من الشعور بالأمان لغياب الأب, أو نقص عاطفة القبول الاجتماعي والحاجة المستمرة للعطف والشفقة بسبب وفاة الأم, كثيرة هي الأسباب التي تؤثر في حياة الإنسان.
إشباع الحاجات النفسية والعاطفية
فمن الطفولة نبدأ في تشكيل مستقبل الشخصية, لذلك يقول التربويون بضرورة التركيز على إشباع الحاجات النفسية والعاطفية في تربية الأبناء, لكن الأمر العجيب هو الحالة التي تصيب الشخصية فيما بعد, فهي تستمر بحمل هذا النقص كمشاعر دفينة في كيان الإنسان, والأعجب أنه حين يكبر ويبدأ في امتلاك الأدوات والتمكن منها, فإننا نقرأ في أفعاله المجردة أو في كلامه أو ردود أفعاله, أنه يسخِّر قدراته لتحقيق تلك الحاجات, كأنها هي المحرك الأساسي لنشاطه, وبهذه الطريقة يختلف بعضنا عن بعض في كل شيء, فتأخذ الكلمات في صدورنا معاني مختلفة.
فكم من موظف يسعى بكل ما أوتي من جهد لتحصيل المديح والثناء والإطراء على شخصيته وعمله, وكم من موظف لم يصمد يوماً في الوظيفة الجديدة, لفرط امتعاضه من بعض الكلمات.
وكم من مدير مؤسسة كان كل ما يفعله هو القيام بالعمل كاملاً وحده دون القدرة على إعطاء الصلاحيات أو توزيع المهام, لأنه يشعر بالدونية أمام الناس, وكم هي المصيبة أن يصبح العطاء نتيجة للإحساس بالدونية.
وقد تكون قسوة الرؤساء على موظفيهم تعبيراً سلبياً عن الحاجة إلى الاحترام, إنها زاوية عجيبة في تحريك الموارد تعمل عليها كبرى الشركات في العالم.
علينا أن نتذكر دائماً أن الإنسان المهزوم من الداخل لا نستطيع أن نتوقع منه الإبداع, وأن الشخصيات اليائسة تستصعب النجاح, والحق كل الحق معنا في أن ننظر بجدية تامة من هذه الزاوية في عصر قد أنهك الإنسان وأتعبته حروبُه وآلامه, ورفعت العولمة سياطها تضرب بقوة نحو مستقبل مجهول, فحريٌّ أن نؤكد حاجتنا في هذا العصر إلى العناية بالإنسان, فكيف يكون ذلك؟
لعلنا نأخذ عبرة من قصة الطالب الياباني تاكيو أوساهيرا الذي أوفدته اليابان في بعثة دراسية إلى ألمانيا ليقوم بدراسة أصول الميكانيكا العلمية, لكنه وجد أن الدراسة وحدها لن تحقق طموحه, وكانت المحركات قد أسرت تفكيره, وأدرك أنه إن استطاع تركيب محرك كتلك المحركات الأوربية, فإنه سينقل اليابان إلى حقبة جديدة من التطور, ولأنه كان مصمّماً على تحقيق مراده, بذل كل ماله وجهده ووقته, في سبيل صناعة ذلك المحرك, حتى أنه عمل في مصانع صهر المعادن كواحد من العمال البسطاء, حتى استطاع أخيراً صناعة محرك ياباني مائة بالمئة, وبذلك حقق لوطنه نصراً صناعياً كبيراً, بات اليوم لا يضاهى..
الأحد نوفمبر 22, 2009 8:49 am من طرف ناصر الكردوسي
» نواتج التعلم
السبت نوفمبر 21, 2009 7:37 am من طرف ناصر الكردوسي
» مسابقة وممارسة ومناقصة
الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 10:56 am من طرف ناصر الكردوسي
» فيرس H1N1
الثلاثاء نوفمبر 03, 2009 10:32 pm من طرف ناصر الكردوسي
» هدية من السماء!!!!!!!!!
الخميس أكتوبر 22, 2009 8:40 am من طرف ناصر الكردوسي
» مراحل وضع خطة التحسين المدرسى
الإثنين أغسطس 10, 2009 3:05 pm من طرف محمدالسراح
» الدعوة الى جودة التعليم
السبت أغسطس 08, 2009 9:46 am من طرف محمدالسراح
» مبارك عليكم موقعكم من ابو مبارك
الثلاثاء مايو 12, 2009 10:39 pm من طرف ناصر الكردوسي
» اماكن ومتحدثين
الجمعة مايو 08, 2009 4:45 pm من طرف علاء الدين احمد عبد الحلي