[size=18] قصة( نظرة )ليوسف إدريس
" كان غربيا أن تسأل طفلة صغيرة مثلها . إنسانا كبيرا مثلي لا تعرفه. في بساطة وبراءة أن يعدل من وضع ما تحمله،وكان ما تحمله معقدا حقا . ففوق رأسها تستقر " صينية بطاطس بالفرن " وفوق هذه الصينية الصغيرة يستوي حوض واسع من الصاج مفروش بالفطائر المخبوزة . وكان الحوض قد انزلق رغم قبضتها الدقيقة التي استماتت عليه ، حتى أصبح ما تحمله كله مهددا بالسقوط ولم تطل دهشتي وأنا أحدق في الطفلة الصغيرة الحيرى،وأسرعت لإنقاذ الحمل .وتلمست سبلا كثيرة و أنا أسوي الصينية فيميل الحوض،وأعدل من وضع الصاج فتميل الصينية . ثم أضبطهما معا فيميل رأسها هي . ولكنني نجحت أخيرا في تثبيت الحمل ، وزيادة في الاطمئنان نصحتها أن تعود إلي الفرن ،وكان قريبا ،حيث تترك الصاج وتعود فتأخذه . ولست أدري ما دار في رأسها ، فما كنت أري لها رأسها وقد حجبه الحمل . كل ما حدث أنها انتظرت قليلا لتتأكد من قبضتها ، ثم مضت وهي تغمغم بكلام كثير لم تلتقط أذني منه إلا كلمة "ستّي" و لم أحول عيني عنها ، وهي تخترق الشارع العريض المزاحم بالسيارات ، و لا عن ثوبها القديم الواسع المهلهل الذي يشبه قطعة القماش الذي ينظف بها الفرن ، أو حتى عن رجليها اللتين كانتا تطلان من ذيله الممزق كمسمارين رفيعين .
وراقبتها في عجب وهي تنشب قدميها العاريتين كمخالب الكتكوت في الأرض ، وتهتز وهي تتحرك ، ثم تنتظر هنا وهناك بالفتحات الصغيرة الداكنة السوداء في وجهها،وتخطو خطوات ثابتة قليلة،وقد تتمايل بعض الشيء، ولكنها سرعان ما تستأنف المضي.
راقبتها طويلا حتى امتصتني كل دقيقة من حركاتها، فقد كنت أتوقع في كل ثانية أن تحدث الكارثة،وأخيرا استطاعت الخادمة الطفلة أن تخترق الشارع المزدحم في بطء كحكمة الكبار.
واستأنفت سيرها علي الجانب الآخر،وقبل أن تختفي شاهدتها تتوقف ولا تتحرك ،وكادت عربة تدهمني وأنا أسرع لإنقاذها، وحين وصلت كان كل شيء علي ما يرام،والحوض والصينية في أتم اعتدال،أما هي فكانت واقفة في ثبات تتفرج،ووجها المنكمش الأسمر يتابع كرة من المطاط يتقاذفها أطفال في مثل حجمها، وأكبر منها،وهم يهللون ويصرخون ويضحكون .
ولم تلحظني ،ولم تتوقف كثيرا ، فمن جديد راحت مخالبها الدقيقة تمضي بها،وقبل أن تنحرف ،استدارت علي مهل ، واستدار الحمل معها ،و ألقت علي الكرة والأطفال نظرة طويلة ثم ابتلعتها الحارة .
المفردات :
غريب : الجمع ( غرباء ) × مألوفا - تهتز : تتمايل × تثبت - يستوي : يستقر - أحدق : أنظر بدقة
تلمست : طلبت - حجبه : غطاه - المهلهل : الممزق - تنشب : تعلق وتثبت - تخترق : تعبر
أمتصتنى : جذبتني - يرام : يطلب - مخالبها : أقدامها الصغيرة المفرد (مخلب) - أبتلعها : أخفتها
يعدل : يسوّي - وضع : هيئة - استماتت : أمسكت بشدة - الحيرى : الحائرة والمذكر حيران
طرقا : سبيل المفرد طريق - تغمغم : تقول كلاما غير مفهوم × تفصح - - تطلان : تظهران
الفتحات الصغيرة : العيون - تستأنف : تبدأ × تتوقف - تدهمني : تفاجئني - المنكمش : المنقبض
تنحرف : تميل
تحليل النص
" كان غريبا أن تسأل طفلة صغيرة مثلها . إنسانا كبيرا مثلي لا تعرفه ، في بساطة وبراءة أن يعدل من وضع ما تحمله،وكان ما تحمله معقدا حقا. ففوق رأسها تستقر " صينية بطاطس بالفرن " وفوق هذه الصينية الصغيرة يستوي حوض واسع من الصاج مفروش بالفطائر المخبوزة . وكان الحوض قد أنزلق رغم قبضتها الدقيقة التي استماتت علية ، حتى أصبح ما تحمله كله مهددا بالسقوط .
(كان غريبا أن تسأل طفلة ......) ما وجه الغرابة ؟
أنها طفلة صغيرة وخادمة وتحمل فوق رأسها والكاتب رجل كبير محترم غير معروف بالنسبة لها ، لكن قد تزول الغرابة إذا سادت الأخلاق وأخذ الناس بالدين الذي يحث علي العطف علي الصغير .
بين ( صغيرة وكبيرا ) طباق يلفت الذهن ويبرز المعني .
) في بساطة وبراءة ) يفيد تلقائية الفتاة وعدم تكلفها.
) وبراءة ) تؤكد( بساطة(
ماذا سألت الفتاة الكاتب ؟
سألته أن يعدل من وضع ما تحمله .
وهل استجاب لها ؟
نعم استجاب
ملحوظة :
وتطل البطلة من القصة منذ السطر الأول .
)أن يعدل من وضع ما تحمله، وكان ما تحمله معقدا حقا): تشويق إلي قولة فوق رأسها تستقر صينية بطاطس بالفرن ..
هل تعجبك لفظة ( تستقر ) ؟
لا تعجبني ، لأنها لا تتناسب مع قوله ( يعدل ) من وضع ما تحمله ، وكان ما تحمله معقدا وكذلك قوله (يستوي )
ماذا أفادت التعبير بقوله (رغم قبضتها) (و استماتت)؟
) رغم قبضتها ) أفاد الاحتراس وشدة الحرص فلم تفرط ، وصعوبة الحمل.
)استماتت) توحي بشدة تشبثها وحرصا علي عدم وقوع الحمل .
)حتى أصبح ما تحمله كله مهددا بالسقوط)
ماذا أفاد هذا التعبير في بناء القصة ؟
أفاد تطور الحدث وتصاعده مما يجعل أمر عدل الحمل هاما وسريعا .
ماذا تفهم من قوله ( كله ) ؟
أفهم أنه يقصد (صينية بطاطس بالفرن وحوض واسع من الصاج مفروش بالفطائر المخبوزة) وإشارة إلي غني مخدوم الطفلة ومخدومتها ، وهذا بمثابة(بعد اجتماعي) يوقظ العقل إلي المجتمع الطبقي و استعباد الأسر الغنية للطبقة الفقيرة واستغلال أطفالها .
وظّف الكاتب اللهجة العامية فنيا أي حولها لغة فنية فأين تري ذلك ؟
أري ذلك في(صينية بطاطس بالفرن ) )حوض واسع من الصاج مفروش بالفطائر المخبوزة)
و ما قيمته ؟
لا شك أنه يوسع دائرة القراء، ويقرب المضمون أكثر من الناس .
" ولم تطل دهشتي وأنا أحدق في الطفلة الصغيرة الحيرى ،وأسرعت لإنقاذ الحمل .وتلمست سبلا كثيرة وأنا أسوي الصينية فيميل الحوض،وأعدل من وضع الصاج فتميل الصينية . ثم أضبطهما معا فيميل رأسها هي . ولكنني نجحت أخيرا في تثبيت الحمل، وزيادة في الاطمئنان نصحتها أن تعود إلي الفرن، وكان قريبا، حيث تترك الصاج وتعود فتأخذه.
ولست أدري ما دار في رأسها ، فما كنت أري لها رأسا وقد حجبه الحمل . كل ما حدث أنها انتظرت قليلا لتأكد من قبضتها، ثم مضت وهي تغمغم بكلام كثير لم تلتقط أدني منه إلا كلمة " ستي "
هذه الفقرة تعبر لبنة في نمو الحديث - وضح ذلك .
لا شك أن هذه الفقرة لبنة في نمو الحدث ذلك أن الكاتب تقدم إليها( إلي الطفلة) وعدل من الحمل علي رأسها فدفع الحدث إلي الأمام خطوة .
برزت في هذه الفقرة قدرة الكاتب علي الوصف الدقيق والتأمل الواعي - بين ذلك .
قوله (أنا أسوي الصينية فيميل الحوض،وأعدل من وضع الصاج فتميل الصينية ، ثم أضبطهما معا فيميل رأسها(
تابع في الجزء الثاني
" كان غربيا أن تسأل طفلة صغيرة مثلها . إنسانا كبيرا مثلي لا تعرفه. في بساطة وبراءة أن يعدل من وضع ما تحمله،وكان ما تحمله معقدا حقا . ففوق رأسها تستقر " صينية بطاطس بالفرن " وفوق هذه الصينية الصغيرة يستوي حوض واسع من الصاج مفروش بالفطائر المخبوزة . وكان الحوض قد انزلق رغم قبضتها الدقيقة التي استماتت عليه ، حتى أصبح ما تحمله كله مهددا بالسقوط ولم تطل دهشتي وأنا أحدق في الطفلة الصغيرة الحيرى،وأسرعت لإنقاذ الحمل .وتلمست سبلا كثيرة و أنا أسوي الصينية فيميل الحوض،وأعدل من وضع الصاج فتميل الصينية . ثم أضبطهما معا فيميل رأسها هي . ولكنني نجحت أخيرا في تثبيت الحمل ، وزيادة في الاطمئنان نصحتها أن تعود إلي الفرن ،وكان قريبا ،حيث تترك الصاج وتعود فتأخذه . ولست أدري ما دار في رأسها ، فما كنت أري لها رأسها وقد حجبه الحمل . كل ما حدث أنها انتظرت قليلا لتتأكد من قبضتها ، ثم مضت وهي تغمغم بكلام كثير لم تلتقط أذني منه إلا كلمة "ستّي" و لم أحول عيني عنها ، وهي تخترق الشارع العريض المزاحم بالسيارات ، و لا عن ثوبها القديم الواسع المهلهل الذي يشبه قطعة القماش الذي ينظف بها الفرن ، أو حتى عن رجليها اللتين كانتا تطلان من ذيله الممزق كمسمارين رفيعين .
وراقبتها في عجب وهي تنشب قدميها العاريتين كمخالب الكتكوت في الأرض ، وتهتز وهي تتحرك ، ثم تنتظر هنا وهناك بالفتحات الصغيرة الداكنة السوداء في وجهها،وتخطو خطوات ثابتة قليلة،وقد تتمايل بعض الشيء، ولكنها سرعان ما تستأنف المضي.
راقبتها طويلا حتى امتصتني كل دقيقة من حركاتها، فقد كنت أتوقع في كل ثانية أن تحدث الكارثة،وأخيرا استطاعت الخادمة الطفلة أن تخترق الشارع المزدحم في بطء كحكمة الكبار.
واستأنفت سيرها علي الجانب الآخر،وقبل أن تختفي شاهدتها تتوقف ولا تتحرك ،وكادت عربة تدهمني وأنا أسرع لإنقاذها، وحين وصلت كان كل شيء علي ما يرام،والحوض والصينية في أتم اعتدال،أما هي فكانت واقفة في ثبات تتفرج،ووجها المنكمش الأسمر يتابع كرة من المطاط يتقاذفها أطفال في مثل حجمها، وأكبر منها،وهم يهللون ويصرخون ويضحكون .
ولم تلحظني ،ولم تتوقف كثيرا ، فمن جديد راحت مخالبها الدقيقة تمضي بها،وقبل أن تنحرف ،استدارت علي مهل ، واستدار الحمل معها ،و ألقت علي الكرة والأطفال نظرة طويلة ثم ابتلعتها الحارة .
المفردات :
غريب : الجمع ( غرباء ) × مألوفا - تهتز : تتمايل × تثبت - يستوي : يستقر - أحدق : أنظر بدقة
تلمست : طلبت - حجبه : غطاه - المهلهل : الممزق - تنشب : تعلق وتثبت - تخترق : تعبر
أمتصتنى : جذبتني - يرام : يطلب - مخالبها : أقدامها الصغيرة المفرد (مخلب) - أبتلعها : أخفتها
يعدل : يسوّي - وضع : هيئة - استماتت : أمسكت بشدة - الحيرى : الحائرة والمذكر حيران
طرقا : سبيل المفرد طريق - تغمغم : تقول كلاما غير مفهوم × تفصح - - تطلان : تظهران
الفتحات الصغيرة : العيون - تستأنف : تبدأ × تتوقف - تدهمني : تفاجئني - المنكمش : المنقبض
تنحرف : تميل
تحليل النص
" كان غريبا أن تسأل طفلة صغيرة مثلها . إنسانا كبيرا مثلي لا تعرفه ، في بساطة وبراءة أن يعدل من وضع ما تحمله،وكان ما تحمله معقدا حقا. ففوق رأسها تستقر " صينية بطاطس بالفرن " وفوق هذه الصينية الصغيرة يستوي حوض واسع من الصاج مفروش بالفطائر المخبوزة . وكان الحوض قد أنزلق رغم قبضتها الدقيقة التي استماتت علية ، حتى أصبح ما تحمله كله مهددا بالسقوط .
(كان غريبا أن تسأل طفلة ......) ما وجه الغرابة ؟
أنها طفلة صغيرة وخادمة وتحمل فوق رأسها والكاتب رجل كبير محترم غير معروف بالنسبة لها ، لكن قد تزول الغرابة إذا سادت الأخلاق وأخذ الناس بالدين الذي يحث علي العطف علي الصغير .
بين ( صغيرة وكبيرا ) طباق يلفت الذهن ويبرز المعني .
) في بساطة وبراءة ) يفيد تلقائية الفتاة وعدم تكلفها.
) وبراءة ) تؤكد( بساطة(
ماذا سألت الفتاة الكاتب ؟
سألته أن يعدل من وضع ما تحمله .
وهل استجاب لها ؟
نعم استجاب
ملحوظة :
وتطل البطلة من القصة منذ السطر الأول .
)أن يعدل من وضع ما تحمله، وكان ما تحمله معقدا حقا): تشويق إلي قولة فوق رأسها تستقر صينية بطاطس بالفرن ..
هل تعجبك لفظة ( تستقر ) ؟
لا تعجبني ، لأنها لا تتناسب مع قوله ( يعدل ) من وضع ما تحمله ، وكان ما تحمله معقدا وكذلك قوله (يستوي )
ماذا أفادت التعبير بقوله (رغم قبضتها) (و استماتت)؟
) رغم قبضتها ) أفاد الاحتراس وشدة الحرص فلم تفرط ، وصعوبة الحمل.
)استماتت) توحي بشدة تشبثها وحرصا علي عدم وقوع الحمل .
)حتى أصبح ما تحمله كله مهددا بالسقوط)
ماذا أفاد هذا التعبير في بناء القصة ؟
أفاد تطور الحدث وتصاعده مما يجعل أمر عدل الحمل هاما وسريعا .
ماذا تفهم من قوله ( كله ) ؟
أفهم أنه يقصد (صينية بطاطس بالفرن وحوض واسع من الصاج مفروش بالفطائر المخبوزة) وإشارة إلي غني مخدوم الطفلة ومخدومتها ، وهذا بمثابة(بعد اجتماعي) يوقظ العقل إلي المجتمع الطبقي و استعباد الأسر الغنية للطبقة الفقيرة واستغلال أطفالها .
وظّف الكاتب اللهجة العامية فنيا أي حولها لغة فنية فأين تري ذلك ؟
أري ذلك في(صينية بطاطس بالفرن ) )حوض واسع من الصاج مفروش بالفطائر المخبوزة)
و ما قيمته ؟
لا شك أنه يوسع دائرة القراء، ويقرب المضمون أكثر من الناس .
" ولم تطل دهشتي وأنا أحدق في الطفلة الصغيرة الحيرى ،وأسرعت لإنقاذ الحمل .وتلمست سبلا كثيرة وأنا أسوي الصينية فيميل الحوض،وأعدل من وضع الصاج فتميل الصينية . ثم أضبطهما معا فيميل رأسها هي . ولكنني نجحت أخيرا في تثبيت الحمل، وزيادة في الاطمئنان نصحتها أن تعود إلي الفرن، وكان قريبا، حيث تترك الصاج وتعود فتأخذه.
ولست أدري ما دار في رأسها ، فما كنت أري لها رأسا وقد حجبه الحمل . كل ما حدث أنها انتظرت قليلا لتأكد من قبضتها، ثم مضت وهي تغمغم بكلام كثير لم تلتقط أدني منه إلا كلمة " ستي "
هذه الفقرة تعبر لبنة في نمو الحديث - وضح ذلك .
لا شك أن هذه الفقرة لبنة في نمو الحدث ذلك أن الكاتب تقدم إليها( إلي الطفلة) وعدل من الحمل علي رأسها فدفع الحدث إلي الأمام خطوة .
برزت في هذه الفقرة قدرة الكاتب علي الوصف الدقيق والتأمل الواعي - بين ذلك .
قوله (أنا أسوي الصينية فيميل الحوض،وأعدل من وضع الصاج فتميل الصينية ، ثم أضبطهما معا فيميل رأسها(
تابع في الجزء الثاني
الأحد نوفمبر 22, 2009 8:49 am من طرف ناصر الكردوسي
» نواتج التعلم
السبت نوفمبر 21, 2009 7:37 am من طرف ناصر الكردوسي
» مسابقة وممارسة ومناقصة
الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 10:56 am من طرف ناصر الكردوسي
» فيرس H1N1
الثلاثاء نوفمبر 03, 2009 10:32 pm من طرف ناصر الكردوسي
» هدية من السماء!!!!!!!!!
الخميس أكتوبر 22, 2009 8:40 am من طرف ناصر الكردوسي
» مراحل وضع خطة التحسين المدرسى
الإثنين أغسطس 10, 2009 3:05 pm من طرف محمدالسراح
» الدعوة الى جودة التعليم
السبت أغسطس 08, 2009 9:46 am من طرف محمدالسراح
» مبارك عليكم موقعكم من ابو مبارك
الثلاثاء مايو 12, 2009 10:39 pm من طرف ناصر الكردوسي
» اماكن ومتحدثين
الجمعة مايو 08, 2009 4:45 pm من طرف علاء الدين احمد عبد الحلي